
-والله لفرحتي بانفراج كرب أهل غزة، وفكِّ حصارهم بعد رحلة صمودٍ وإيمانٍ وتَضْحِيَةٍ تَشْهَدُ لها البَريّةُ بِأَكْمَلِهَا،أمامَ عدوٍّ غاشمٍ أَحْكَمَ خِطَّتَهُ لِإبَادَةِ الهَويَّةِ والنّسلِ والأرضِ على مَرأى ومَسمَع مِنِ العالم الّذي يَدَّعِي الإنسانيّة؛
لتعيدنِي إلى زمنِ النّبوة؛ لأعايش المُسْلِمينَ فرحتهم بفك حصارهم من (شعب أبي طالب) بعد استبسالِهم
وصمودِهم أمام العدوِّ الكافر الذي هَدَفَ إلى اِستِئصالِ شأفتهم، ولكنّه لم يكن ليعلم أنّ لهذه القلَّةٍ الصّابرة المُؤْمِنة كرامَةً
عند اللهِ تسوّدوا بها العالم، وخضعت تحت نِعَالِهِمْ مَمَالِكُ الفُرْسِ والرُّوم.
فالله ابتلاهم ليصطفيَهم، وسلّط عليهم عدوَّهم ليعلّموا الأمم من بعدهم كيفية القبض على الجمرِ من أجلِ الدّين والعقيدة والحقِّ وتأديةِ الرّسالة.
فيا أهل الشِّعب قد بَلغتُم بُغْيَتَكُم، وأَحْكَمْتُم تبليغ رسالتكم، ويا أهل غزة ( أهل الشِّعب) هنيئًا لكم الثّبات على الرُّشد.
ويا أهل العروبة -فـَلْيَغْفِرْ لكم اللهُ- تَمَسُّكّكم بإضعفِ الإيمان.
فليفرح المجاهدون بنصر الله، ولينطلقوا بعصا السِّنوار نحوَ الرُّؤُوسِ التي أينعت وحان وقت قطافها.