ترفيه

حنكة البخلاء

يحكي الجاحظ في كتابه نوادر البخلاء واحدة من المواقف التي تظهر فيها حنكة البخلاء فيقول  :

كان هناك رجل بخيل مشهور في مدينته ببخله الشديد. ذات يوم، جاءه ضيف إلى منزله فاستقبله البخيل بحفاوة كبيرة، وراح يتحدث معه عن الكرم والجود وكأنه من أكرم الناس. وبعد مدة من الحديث، أحس الضيف بالجوع فاقترح عليه البخيل أن يتناولوا الطعام معًا.

أحضر البخيل رغيف خبز صغير وطبقًا من العدس. جلسا ليتناولا الطعام، ولكن البخيل كان يأخذ قضمة صغيرة من الخبز ويأكل العدس ببطء شديد، وكأنه يعد حبات العدس واحدة واحدة. لاحظ الضيف ذلك وشعر بالضيق، فقرر أن يتعامل مع الموقف بطريقة فكاهية.

قال الضيف للبخيل: “يا أخي، لماذا لا تأكل بشكل طبيعي؟ هل تخشى أن يهرب الطعام منك؟”

فرد البخيل بسرعة: “بل أخشى أن يهرب مني الضيف إن شبع!”

انفجر الضيف بالضحك من هذا الرد الماكر، لكنه قرر المغادرة قبل أن يضطر إلى الجوع مرة أخرى في بيت هذا البخيل!

هذا الموقف الطريف يعكس ذكاء الجاحظ في تصوير حنكة البخلاء و الشخصيات البخيلة وكيف يحاولون التلاعب بالكلمات والحيل لتجنب إظهار بخلهم بطريقة فكاهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى