لماذا إيفرست تحتفظ بلقب أعلى قمة في العالم.. دراسة تجيب
يُعتبر جبل إيفرست، المعروف أيضًا باسم “شومولونغما”، هو أعلى جبل على وجه الأرض، حيث يبلغ ارتفاعه 8,849 مترًا. لكن كيف حصل هذا الجبل الشاهق على هذا الارتفاع المذهل مقارنة بأعلى الجبال الأخرى ضمن سلسلته؟ تشير الأبحاث الأخيرة، والتي نشرتها مجلة “نيتشر” العلمية، إلى أن جزءًا من ارتفاع إيفرست يعود إلى تأثير نهرين قديمين كانا يجريان عبر جبال الهيمالايا، وتقاطعا قبل حوالي 89,000 سنة. خلال هذه الفترة، أسهم التآكل الناتج عن تدفق المياه في إزالة كميات هائلة من الصخور والتربة، مما ساعد الجبل على الارتفاع بمقدار يصل إلى 50 مترًا.
كيف يؤثر التآكل على ارتفاع الجبال؟ عندما تُزال كميات كبيرة من الصخور والتربة بسبب عوامل مثل المياه أو الرياح، تستجيب القشرة الأرضية لهذه التغييرات من خلال الارتفاع ببطء. ووفق الدراسة التي نشرتها “نيتشر” يوضح ماث فوكس، عالم الجيولوجيا في جامعة لندن، إن هذا الارتفاع التدريجي ساهم في جعل إيفرست أعلى جبل في العالم.
الأحداث التاريخية وتأثيرها يُعتقد أن نهر أرون خضع لعملية الاختطاف هذه قبل 89,000 سنة. ومنذ ذلك الحين، تآكل النهر بسرعة، حاملاً معه كميات هائلة من الرواسب. هذا التآكل أتاح للقشرة الأرضية أن ترتفع، مما يزيد من ارتفاع إيفرست. يُظهر فريق البحث أن هذه العمليات كانت تؤثر على الجبال المحيطة أيضًا، مما يعني أن النهر ساعد في تشكيل المناظر الطبيعية للمنطقة بأكملها. ورغم أن هذه الأبحاث مثيرة للغاية، لا يزال هناك بعض الشكوك حول كيفية حدوث كل هذه التغيرات. بعض العلماء، مثل بيتر فان دير بيك من جامعة بوتسدام، يشيرون إلى أن توقيت حدث الاختطاف غير مؤكد.
الأسئلة حول مدى تأثير الزلازل الكبرى، مثل الزلزال الذي ضرب نيبال في عام 2015، تُظهر كيف يمكن للعوامل الطبيعية أن تؤثر على ارتفاع الجبال بمرور الوقت. حيث أن الزلزال أدى إلى انخفاض العديد من جبال الهيمالايا بمقدار متر واحد، مما يوضح أن الجبال ليست ثابتة بل تتأثر بعوامل متعددة.
يظل جبل إيفرست رمزًا للقوة الطبيعية والظواهر الجيولوجية المعقدة، ويواصل جذب اهتمام العلماء والمغامرين على حد سواء. مع كل اكتشاف جديد، تتضح لنا كيف تتشكل الجبال وتغير العالم من حولنا.