نسج العنكبوت

مَا أقْسَى الحياةَ عِنْدَمَا تُدرك بَعْدَ ضَيَاعِ عُمْرٍ اِمْتَزَجَ بِهِ الأَمَلُ بِالعملِ والإخلاصُ بالتفانِي، لِتُعِدَّ بيتًا مُحْكَمَ البناءِ، كلُّ لَبِنَةٍ فيه جَهْدُ عَرَقِكَ مَمْزُوجَةٍ بِدَمِكَ، وما تَمَاسَكَتِ اللّبِنَاتُ إلا بزفراتِ أنفاسِكَ الحارةِ، ولا تَطَاوَلَ البنيانُ إلا بِإرْخَاءِ ثَوْبِ شَبَابِكَ عَلَيْهِ!!!
فكلما علا بنيانك، تَنَسَّمْتَ رائحة السّتر والرّاحة التي ستنعم بها وقت الكِبَرِ والضّعفِ والحَاجةِ؛ فَاستهنْتَ بتعبك وجَهْدِكَ المبذول.
وبِمُجَرَدِ إنتِهائك مِنَ البناء وضياع العمر المتمثل في “الشباب”، تأتي صاعقتُك التي ليس لها من فَوَاقٍ من “داخل قلعتك التي أحكمتها بحيث لا يقحمها عليك من خارجها من يطعنك وقت ضعفك وكبرك”!
يا لها من ضربة لم تُؤْخَذْ في الحسبان عندما “تُؤْتَى من مأمنك”!!!!
وقتها سَتُدْرِكُ بما بقي لديك من “قليل الإدراك” وبعد ضياع العمر والجَهد والجَلَد إنما بنيانُك الذي بنيت ما كان سوى “نسجٍ لعنكبوت”!!!!!