وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين: نأمل أن ينهي الهجوم تبادل الضربات مع إيران لنركز على حرب غزة ولبنان.
كيف دفع بايدن إسرائيل إلى تقليص هجومها على إيران مع توجيه ضربة موجعة؟
في خبر عاجل اوردته وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين: نأمل أن ينهي الهجوم تبادل الضربات مع إيران لنركز على حرب غزة ولبنان.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد نشرت مقالاً بعنوان :كيف دفع بايدن إسرائيل إلى تقليص هجومها على إيران مع توجيه ضربة موجعة؟
جاء فيه:
قبل أسبوعين من هجوم الطائرات الإسرائيلية على إيران صباح السبت، اتفق الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على معايير الهجوم خلال مكالمة هاتفية استغرقت نصف ساعة، وهي الأولى بينهما منذ حوالي شهرين.
بعد تزايد المخاوف من احتمال أن تضرب إسرائيل البنية التحتية النفطية أو حتى المنشآت النووية الإيرانية، وجّه نتنياهو تركيزه نحو الأهداف العسكرية، مما خفف من قلق المسؤولين الأمريكيين.
تلبيةً لتوقعات واشنطن، جاءت الضربات الجوية الإسرائيلية لتعطي إيران ضربة موجعة.
وفقاً لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، دُمّرت أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً في إيران، وتعرض برنامجها الصاروخي لضربة كبيرة.
رغم أن إيران لا تزال تدرس كيفية الرد، يأمل المسؤولون الأمريكيون أن الضرر الجسيم الذي لحق بدفاعاتها الجوية سيردع طهران عن الانتقام، في وقت تسعى فيه واشنطن لتجديد الجهود الدبلوماسية لتهدئة النزاعات في غزة ولبنان.
وقال بايدن للصحفيين يوم السبت: “يبدو أن [إسرائيل] لم تستهدف سوى المواقع العسكرية. أتمنى أن يكون هذا هو النهاية.”
قبل نحو شهر، كانت احتمالات التصعيد تبدو أكثر خطورة. ففي الأول من أكتوبر، شنت إيران هجوماً على إسرائيل شمل حوالي 180 صاروخاً باليستياً، بعضها أصاب أهدافه متسبباً بأضرار طفيفة، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن بعضها الآخر كان يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة لولا اعتراضه.
بعد أن أحبطت القوات الإسرائيلية والأمريكية هجوماً مماثلاً من إيران في أبريل، حث بايدن نتنياهو على تخفيف رده، فاقتصرت الضربات الإسرائيلية على استهداف رادار منظومة دفاع S-300، مما قلل من احتمالات التصعيد.
لكن مع إطلاق إيران المزيد من الصواريخ الباليستية في أكتوبر، أدرك بايدن أن منع إسرائيل من الرد بقوة لم يكن ممكناً، وكان الهدف بدلاً من ذلك هو توجيه هذا الرد.
عندما أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى مواقع محتملة في طهران، ضغطت الولايات المتحدة لثنيهم عن ذلك، خشية سقوط ضحايا مدنيين جراء الهجمات على العاصمة الإيرانية.
وكانت المكالمة التي أجراها بايدن مع نتنياهو في 9 أكتوبر، بمشاركة نائبة الرئيس كامالا هاريس، نقطة تحول، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
بعد أن اطمأن بايدن إلى أن إسرائيل تستجيب لنصيحة الولايات المتحدة وتوجه ضرباتها الجوية نحو المواقع العسكرية، وافق على تعزيز دفاعات إسرائيل بإرسال منظومة “ثاد” المضادة للصواريخ وحوالي 100 جندي أمريكي لتشغيلها، ووقع القرار رسمياً بعد أيام قليلة.
ومع استمرار إسرائيل في تطوير خطتها، اتخذ المسؤولون الأمريكيون خطوات أخرى لتأكيد التفاهم بشأن نطاق الرد الإسرائيلي المحدود.
بالإضافة إلى إرسال نظام “ثاد”، أعلن البيت الأبيض في 11 أكتوبر عن تشديد العقوبات النفطية ضد إيران، بما في ذلك إجراءات ضد شركات الشحن التي كانت تساعد إيران في تهريب النفط.
كان الهدف من تشديد القيود على تهريب النفط هو طمأنة إسرائيل بأنها لا تحتاج إلى استخدام القوة العسكرية لتعطيل تجارة النفط الإيرانية.
في الهجوم صباح السبت، شنت أكثر من 100 طائرة إسرائيلية ضربات على 23 موقعاً في إيران، وركزت الهجمات على أهداف تعكس التفاهم الذي توصل إليه بايدن ونتنياهو.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إيران كانت تمتلك أربع بطاريات S-300، وهي الأكثر تطوراً في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وإن جميعها دُمّرت خلال الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
وكتب دينيس روس، المسؤول الأمريكي السابق في إدارات جمهورية وديمقراطية، على وسائل التواصل الاجتماعي: “كانت الضربات الإسرائيلية مصممة لإظهار مدى ما يمكن أن تفعله إسرائيل إذا ردت إيران.”
وأضاف: “من خلال تدمير الدفاعات الجوية، أظهرت إسرائيل لإيران مدى هشاشتها.”
وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ألحقت أضراراً ببعض قدراته الإنتاجية التي قد تستغرق سنوات للتعافي منها.
ومن بين المواقع المستهدفة كان “بارشين”، حيث يوجد مصنع لإنتاج وقود الصواريخ الصلب، وفقاً لفابيان هينز، باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن.
لا تزال إيران تحتفظ بترسانة من الصواريخ. وقدر مسؤولون أمريكيون في عام 2022 أن إيران تمتلك أكثر من 3,000 صاروخ باليستي من مختلف الأنواع.
ونفت إيران أن قدراتها العسكرية قد تعرضت لأضرار كبيرة، وسعت لإظهار أن الحياة في طهران عادت إلى طبيعتها.
وقالت إن أربعة جنود إيرانيين قُتلوا وتعرضت ثلاثة مواقع لأضرار طفيفة.