اخبار عالمية

فيروس كورونا المؤامرة المنسية

في الذكرى الخامسة على ظهوره

بعد مرور ما يقارب خمس سنوات علي ظهوره كثرت الأقاويل حول فيروس كورونا ما بين مؤيد بأنه كان مؤامرة اشتركت فيها أجهزة المخابرات وشركات صناعة الدواء وحكومات بعض الدول الكبرى وما بين مؤمن بأنه كان وليد الطبيعة

في هذه السلسلة من التقارير نرصد لكم كل الحقائق حول فيروس كورونا منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية في اواخر عام ٢٠١٩  حتى الان

تفشّى المرض للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية في أوائل شهر ديسمبر عام 2019 وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا في 30 يناير من العام ٢٠٢٠ أن تفشي الفيروس يُشكل حالة طواريء صحية عامة تبعث على القلق، وأكدت تحول الفيروس إلى جائحة يوم 11 مارس.

أُبلغ عن أكثر من ٦٦٨ مليون  إصابةً بكوفيد-19 في اكثر من ١٨٨ دولة ومنطقة حتى تاريخ 22 يناير 2023، تتضمن أكثر من٦.٧٣ مليون حالة وفاة، بالإضافة إلى تعافي أكثر من مليون مصاب.

تتضمن الأعراض الشائعة للمرض الحمى والسعال والإعياء وضيق التنفس وفقدان حاستي الشم والتذوق

تتراوح المدة الزمنية الفاصلة بين التعرض للفيروس وبداية الاعراض من يومين حتى 14 يومًا،بمعدل متوسط يبلغ خمسة أيام.

سبب الوباء أضرارًا اجتماعية واقتصادية عالمية بالغة، تتضمن أضخم ركود إقتصادي عالمي منذ الكساد الكبير، بالإضافة إلى تأجيل الأحداث الرياضية والدينية والثقافية والاجتماعية أوإلغائها، ونقص كبير في الامدادات والمعدات وأغلقت المدارس والجامعات في معظم دول العالم

مع ظهور المرض في مدينة ووهان الصينية، ظهر معه معتنقي نظرية المؤامرة الذين تمسكوا بالمؤامرة من خلال بثهم العديد من الاخبار والوثائق وحتى الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعي بأن فيروس كورونا هو امر مدبر وليس فيروسا عاديا.

إذ نجدهم مرة يدعون انه مؤامرة صينية من اجل تدمير الاقتصاد الامريكي ودول الاتحاد الاوروبي، ومن ثم الاستيلاء بمفردها على السوق العالمية،ومرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، ووكالة الاستخبارات سي آي إي تحديدا، فهي التي أشرفت على صنع هذا الفيروس في رأيهم، ثم نشره في بعض المدن الصينية في نطاق حربها على منافسيها من القوى العظمى.

كذلك ذهبت طائفة أخرى إلى القول إنها خطة يشترك فيها كبار هذا العالم للتخلص من جانب من البشرية والاستئثار بثرواته، خصوصا تلك الشعوب التي تتكاثر دون إنتاج، وتبحث عن خلاصها في الهجرة.

ونجد أن تلك المزاعم لا تنطلي على العامة وحدهم، بل تنطلي أيضا على المتعلمين، اذا ما كانوا الفئة الاكثر اقتناعا بنظريات المؤامرة، لانها تستعمل العقل لتأكيد موقعها داخل المجموعة .

رصدت الباحثتان العراقيتان هبة علي حسن وضحى حميد كريم مجموعة من النظريات لتفسير ظهور فيروس كورونا

النظرية الأولى وهي التفسير الديني 

من بين التفسيرات الاولى لسبب ظهور فيروس كورونا كان تفسيراً دينيا،ً خاصة لدى عدد من المسلمين الذين يرجعون السبب الى انتقام إلهي من جرائم الصين ضد المسلمين الإيغور، وايضاً كونه علامة من علامات الساعة الصغرى. وارجع البعض الآخر ظهوره بسبب ان الصينيين يأكلون الحيوانات من الكلاب والقطط والخفافيش وغيرها من الحيوانات المحرمة في الشريعة الاسلامية والمسببه للعديد من الامراض الخطيرة.

النظرية الثانية وهي نظرية المخابرات الامريكية

تشير هذه النظرية الى ان فيروس كورونا تم تطويره من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية كسلاح من أجل استخدامه في شن حرب اقتصادية على الصين، وهذه النظرية تلقى قبولاً بين أعداد كبيرة من الناس خصوصاً في الشرق الأوسط، فهناك من يرى بأن الفيروس يندرج في إطار حرب بيولوجية جرثومية تشنها أمريكا على الصين بهدف تحجيم قوتها الاقتصادية المتنامية ودورها المتصاعد في العالم

النظرية الثالثة وهي التفسير السياسي والاقتصادي

A medical worker in protective suit collects a swab from a resident at a makeshift nucleic acid testing site, following cases of the coronavirus disease (COVID-19) in Shanghai, China March 11, 2022. Picture taken March 11, 2022. cnsphoto via REUTERS ATTENTION EDITORS – THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. CHINA OUT.

خلقت ظاهرة فيروس كورونا حالة هلع كبيرة حول العالم ادت الى إحداث شلل للاقتصاد العالمي، ومع استمرار الغموض والجدل حول كيفية احتواء الوباء أو كيفية استئناف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية ،وأنتشار نظريات المؤامرة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي حيث يروجها أولئك الذين يميلون إلى التشكيك بالتفسيرات الرسمية حتى عندما تكون مقنعة وعلمية ،فضلاً عن أولئك الذين يروجونها لأسباب سياسية و تخريبية . لذا نجد ان هناك تفسيراً آخر يرى وباء كورونا على أنه صناعة أمريكية بهدف إلحاق الضرر بالدول التي تشكل تهديداً لمصالحها الاستراتيجية والاقتصادية كإيران والصين، واتهمت الصين بشكل رسمي الجيش الأمريكي بأنه هو الذي جاء بفيروس كورونا إلى منطقة ووهان.

ِولان العالم كان محتقنا،ً والنظام العالمي كان على شفا الهاوية وتسوده حالة من انعدام الثقة ليس فقط بين واشنطن والصين وروسيا ،بل حتى داخل مكونات المعسكر الغربي، فقد اطلق وباء كورونا العنان لنظرية المؤامرة لتصول في ساحة التنظير والبحث ،ولتطال حتى منظمة الصحة العالمية.

وما ساعد على ذلك عدم اليقين في ما إذا كان كورونا فيروسا تطور طبيعيا عن فيروس سابق؟ أم أنه نتاج مختبرات لانتاج أسلحة بيولوجية وجرثومية؟ وهذا ما تعكسه الاتهامات المتبادلة  بين بكين وواشنطن.

لذا نستنتج ان أزمة كورونا من الصعب استيعابها في إطار نظرية المؤامرة،لان تداعياتها السلبية لم تتوقف على دولة بعينها دون غيرها من الدول، بل اصابت جزء كبير من العالم، وقد رأينا حالة التأهب القصوى في مناطق كثيرة من العالم تحسبا لانتقال الفيروس اليها

تابعوا باقي الحلقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى